تواصل آلة القتل الصهيونية مجزرتها بحق ابناء غزة دون التمييز بين المقاومين والمدنيين، ولا بين الاطفال والكبار. عشرات الشهداء غالبيتهم من المدنيين هم ضحايا الاعتداءات والغارات الاسرائيلية على قطاع غزة. واشار مصدر طبي الى ارتفاع عدد الشهداء الى 50 شهيدا نتيجة الغارات الاسرائيلية المتواصلة. وبحسب المصدر ذاته فان من بين الشهداء اربعة اطفال احدهم رضيع عمره يومان واربع سيدات.
ولم يكتف الاحتلال بذلك، فأطلق النار وقذائف الدبابات اليوم السبت على مجموعة من الصحافيين والمصورين العالقين في شرق جباليا. واعلن مصور من وكالة فرانس برس ان "احد المصورين المحليين اصيب بجروح نتيجة سقوط احدى القذائف بجوار مجموعة من الصحافيين".
وكان افاد مراسل المنار في غزة ان قذيفة صهيونية سقطت على منزل في جباليا واوقعت جميع ساكنيه بين قتيل وجريح.
هذا واعلن مراسلنا في غزة ان العدو اعترف بمقتل اثنين من جنوده واصابة 7 اخرين اثناء تصدي المقاوين للقوات الاسرائيلية المتوغلة في جباليا. وعن تفاصيل هذا التوغل، فقد تسللت قوة خاصة اسرائيلية حوالى الساعة 00. 1 فجر السبت (بالتوقيت المحلي) الى جباليا وحي التفاح تبعتها عملية توغل لاكثر من الفي متر في عمق الاراضي الفلسطينية من قبل عشرات الدبابات والاليات العسكرية للاحتلال بغطاء من مروحيات في نفس المنطقة و"نفذت عدة غارات جوية.
وقال عدد من سكان البلدة ان اضرارا ودمارا كبيرا لحق بعدة منازل اثر القصف الاسرائيلي. واضاف الشهود ان المروحيات الاسرائيلية تطلق النار بكثافة على منازل المواطنين الفلسطينيين في شرق غزة.
واكد الشهود ان المقاومين تصدوا لقوات الاحتلال وان اشتباكات مسلحة وعنيفة وقعت بين المقاومين الفلسطينيين والقوات الاسرائيلية المتوغلة. وذكر شهود العيان ان المقاومين الفلسطينيين اطلقوا قذائف مضادة للدروع والافراد خلال هذه الاشتباكات.
من ناحيتها، اكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لها ان "العدو اعترف باصابة العديد من جنوده في المعارك الدائرة شرق جباليا وحي التفاح".
المقاومة ترد باطلاق الصواريخ
وفي معرض ردها على هذه الاعتداءات اطلقت مجموعات فلسطينية مسلحة صباح السبت عددا من الصوريخ محلية الصنع تجاه المستوطنات الاسرائيلية. وفي بيانات منفصلة ذكرت كتائب القسام وسرايا القدس انهما اطلقتا صواريخ محلية عدة تجاه مستوطنة سديروت.
واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان لها انها قامت "بقصف مغتصبة سديروت بثلاثة صواريخ من طراز قدس". واكدت سرايا القدس ان "هذه المهمة الجهادية تاتي في اطار الرد المتواصل على العدوان الصهيويني بحق شعبنا".
بدورها، افادت مصادر الاحتلال عن جرح 3 مستوطنين وسقوط ما لا يقل عن عشرين صاروخاً منذ ليل الجمعة.
عشرات الشهداء والجرحى بينهم اطفال
وبالعودة الى المجزرة الاسرائيلية الجديدة، فان عشرات الشهداء والجرحى بينهم العديد من الاطفال سقطوا اثر عدد كبير من الصواريخ التي اطلقتها الطائرات الاسرائيلية على جباليا ومنطقتي جبل الكاشف وجبل الريس في حي التفاح (شمال شرق غزة)".
واشار مصدر طبي الى ان "من بين الشهداء الطفلان جاكلين ابو شباك ( 12 عاما) وشقيقها اياد ( 11 عاما) وبسام عبيد (45 عاما) ونجله محمد ( 20 عاما) ومحمد طلال دردونة (20 عاما) ومصلح محمد صالح ( 20 عاما من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي) وعبد الحميد حمادة ومحمد الجمل ومحمد عبد ربه وعبد الله فرج (وهم من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس)".
واوضح المصدر ذاته ان من بين الجرحى عدد من الاطفال اصيبوا في الغارات الجوية والقصف المدفعي الاسرائيلي بينهم ثلاثة في حالة خطرة". واشار الى "صعوبة نقل الجرحى بسبب الخطر الناتج عن القصف المتواصل واطلاق النار الكثيف".
وذكر عدد من المواطنين القاطنين بجوار منزل ابو شباك ان جاكلين وشقيقها كانا على سرير نومهما اثناء الاصابة بشظايا الصواريخ الاسرائيلية. وقال احد اقاربهم اه الصهاينة قصفوا البيوت بالصواريخ دون رحمة.وكانت الطفلة الرضيعة ملك الكفارنة التي لا تتجاوز العامين من عمرها استشهدت ليل الجمعة بعد عدة ساعات من اصابتها في بانفجار قذيفة اسرائيلية على منزلها في بلدة بيت حانون في شمال القطاع.
وقال المصدر الطبي ان الطفلة ملك كانت "اصيبت بشظايا قذيفة في الراس والوجه بينما كانت داخل بيتها في البلدة ونقلت الى المستشفى في حالة خطرة قبل ان تستشهد بعد عدة ساعات".
واستشهد اياد الاشرم وهو من عناصر كتائب القسام في غارة جوية استهدفته قرب شارع صلاح الدين الرئيسي في شمال القطاع، بحسب كتائب القسام ومصدر طبي.
هذا وذكرت المصادر الطبية أن طواقم الإسعاف تعرضت لعملية أطلاق نار بشكل مباشر من قبل طائرات الأباتشي الصهيونية، وأعلنت في حوالي الساعة الثامنة من صباح اليوم استشهاد أحد الجرحى متأثراً بجراحه وهو مصطفى ناصر منون.
احتجاجات في غزة والضفة
شاركت حشود من الفلسطينيين اليوم السبت في مسيرة جابت شوارع رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة. ورفع المشاركون في المسيرة الاعلام الفلسطينية وصورا لاطفال استشهدوا خلال الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولافتات كتب عليها بالانجليزية " فليتوقف الهجوم على قطاع غزة" و"لا مفاوضات مع الاسرائيليين في ظل الحصار والاستيطان".
نظمت هذه التظاهرة القوى الوطنية والاسلامية في الضفة الغربية.
وفي مدينة غزة، اكد القيادي في حماس خليل الحية في كلمة امام الاف المتظاهرين المحتجين على الاعتداءات الاسرائيلية ان "المقاومة متصاعدة كلما زادت اسرائيل من بطشها وقتلها (...) المقاومة لا تعرف الانكسار". واضاف "لن نعترف باسرائيل حتى لو قتلت كل القيادة ولن نتخلى عن شعبنا"، متهما السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية "بالتغطية" على الغارات الجوية الاسرائيلية.
بدوره، اتهم الدكتور والمفكر العربي عزمي بشارة رئيس السلطة محمود عباس بالمشاركة فيما يجري من عدوان على غزة وطالبه بوقف الاتصالات مع الصهاينة.
وكان سار الاف الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة في شوارع المدن المختلفة في قطاع غزة تظللهم اعلام حماس الخضراء. وفي شوارع مخيم جباليا، شارك في التظاهرة عشرات الاطفال الذين ارتدوا اكفانا بيضا عليها دماء وهم يحملون لافتات صغيرة كتب على احداها "قتلوني بصواريخ اميركية" و"لماذا قتلوا طفولتي وباي ذنب".
وفي كلمة امام المشاركين في التظاهرة، قال فتحي حماد عضو المجلس التشريعي عن حماس ان "المجاهدين يقومون بتطوير الصواريخ (المحلية الصنع) لتصل الى تل الربيع (تل ابيب) وراس الناقورة (شمال الاراضي المحتلة)".